5 عوامل مهمة لأخذها بعين الاعتبار عند تحديد الأهداف في المؤسسة
إن تحديد الأهداف في المؤسسة هو الخطوة الأولى نحو نجاحها.
فبدون القيام بوضع خطّة طريق واضحة تقود الجهود المبذولة في المؤسسة نحو تحقيق مجموعة من الأهداف القابلة للقياس، فإنّ المؤسسة تواجه خطر الضبابية وعشوائية الأداء.
أشارت دراسة إلى أن التزام الموظفين تجاه مؤسساتهم يتضاعف بما معدله 3.6 مرة عند شعورهم بأنّ المؤسسة تسعى لتحقيق أهداف واضحة.
تشكّل الأهداف محطات نهائية تقطع المؤسسة الطريق وتتجاوز عقباته للوصول إليها، ولوضع قائمة من الأهداف، على القائمين على المؤسسة التأكد من انطباق بعض الشروط على هذه الأهداف.
يسعدنا في مقال اليوم أن نشارككم دليلًا شاملًا يمكن اعتماده كمرجع لتحديد الأهداف في المؤسسة بنجاح.
ما هي الأهداف المؤسسية؟
يمكن ببساطة تعريف الأهداف المؤسسية على أنها مجموعة من الأرقام أو المحطّات التي تسعى أي مؤسسة إلى تحقيقها والوصول إليها بنجاح.
يتطلب تحقيق هذه الأهداف تظافر الجهود المؤسسية جميعها من أعلى الهرم الوظيفي إلى قاعدته، ويمكن تقسيمها إلى أهداف قصيرة المدى وأهداف مخطط تحقيقها على المدى البعيد.
كمثال على هذه الأهداف، قد تسعى مؤسسة إلى زيادة أرباحها بنسبة ما، بينما قد تضع أخرى نصب أعينها هدفًا أن تتصدر نتائج البحث في المجال الذي تنشط فيه.
بصرف النظر عن طبيعتها، فإنّ الأهداف المؤسسية شرط أساسي لنجاح أي مؤسسة وتطورها.
أنواع الأهداف المؤسسية
للأهداف المؤسسية أنواع عدة شائعة، نذكر منها:
زيادة الأرباح
إنّ الهدف النهائي لمعظم المؤسسات (ما عدا تلك غير الربحية) هو تحقيق الأرباح.
يمكن تحقيق هذا الهدف من خلال طرق عدة، كطرح المزيد من المنتجات والخدمات في السوق، زيادة الكفاءة التشغيلية أو التوسع في أسواق إضافية.
تصدّر قائمة المنافسين
يعد هذا الهدف من الأهداف الشائعة أيضًا، حيث تسعى العديد من المؤسسات إلى أخذ الطليعة في السوق الذي تنشط فيه من خلال القيادة الفكرية وتقديم الخدمات والمنتجات ذات الجودة العالية.
كما يمكن تحقيق هذا الهدف أيضًا من خلال ابتكار أفكار جديدة في السوق وتقديم أفضل تجربة ممكنة للعملاء.
تحقيق النمو
قد تضع بعد المؤسسات نصب أعينها أن تحقق مستويات معينة من النمو تتمثل بأن تنشط في أسواق إضافية أو تتوسع بحيازة مؤسسات أخرى.
رفع الكفاءة التشغيلية
تسعى معظم المؤسسات بطرق عدة إلى رفع الكفاءة التشغيلية بهدف تقليل وقت وتكلفة إنجاز الأعمال، حيث يمكن أن يتم ذلك من خلال إضافة أدوات أو تكنولوجيا جديدة للمؤسسة أو محاولة اختصار بعض الخطوات الزائدة في خطط العمل.
يمكن اعتبار ما سبق نبذة بسيطة عن أكثر الأهداف المؤسسية شيوعًا في مختلف المجالات، حيث يوجد العديد من الأهداف الأخرى التي تتفاوت في طبيعتها اعتمادًا على المجال الذي تنشط فيه المؤسسة.
أهمية تحديد الأهداف في المؤسسة
يمكن اختصار أهمية تحديد الأهداف في أي مؤسسة في النقاط التالية:
توجيه الجهود
بدون تحديد أهدافها بوضوح، فإنّ المؤسسات ستعاني في التقدم وتحقيق النمو المطلوب، حيث أن وجود قائمة أهداف واضحة وقابلة للقياس من شأنه أن يوجه جهود العاملين في المؤسسة نحو الطريق الصحيح، كما سيساعد ذلك في قياس كفاءة هذه الجهود ومعدلات الإنجاز.
تسهيل تحديد الأولويات
يساعد تحديد الأهداف في المؤسسة على تحديد أولويات إنجاز المهام فيها، بحيث تعطى الأفضلية لتلك المهام التي تندرج في قائمة الأهداف ذات الأولوية الكبرى.
ذلك من شأنه أن يزيد كفاءة استغلال الموارد في المؤسسة ويوحّد الجهود في السعي نحو تحقيق هذه الأهداف.
تعزيز حس المسؤولية لدى الجميع
أخيرًا، تزيد الأهداف من الشعور بالمسؤولية لدى جميع العاملين في المؤسسة، حيث أنها توفر طريقة لقياس النجاح وتحديد مواطن الضعف التي تحتاج إلى تحسين.
كيفية تحديد الأهداف وتحقيقها في المؤسسة
التحلي بالواقعية
إن الخطوة الأولى للنجاح في عملية تحديد الأهداف المؤسسية هي التفكير بواقعية.
كما ذكرنا سابقًا، فإنّ الأهداف جزءٌ أساسي من معادلة نجاح أي مؤسسة، ولكن لتحقيق الأهداف المرجوّة منها، يجب أن تكون الأهداف واقعية بحيث يمكن تحقيقها في الظروف والإمكانات المتاحة.
لا يعني ذلك أن تتخلى المؤسسة عن الطموح ورفع سقف التوقعات، إنما يؤكد على أهمية دراسة الوضع الحالي للمؤسسة وفهم ظروفها بعمقٍ يسمح بوضع أهداف تتحلى بالواقعية والطموح اللازمين.
التحلي بالمرونة
تعد المرونة واحدةً من أهم الصفات التي يجب التحلي بها عند التفكير في وضع قائمة أهداف لأي مؤسسة، ذلك لأن ظروف المؤسسات في الوقت الحالي قد تنقلب بين عشية وضحاها، الأمر الذي يزيد من أهمية المرونة والقابلية لتعديل الأهداف بما يتناسب مع هذه التغيرات المتسارعة.
لا يعني هذا القيام بتغيير قائمة الأهداف باستمرار، فهذا من شانه أن يضر بتقدم المؤسسة ونموها، إنما يأخذ بعين الاعتبار التغيرات الحاصلة وأهمية محاولة مواكبتها بما يتناسب وظروف المؤسسة.
بالطبع، ليست كل التحديات والتغيرات مؤثرة إلى الحد الذي يتطلب القيام بتعديل في أهداف المؤسسة، وعند وضع مصلحة المؤسسة وظروفها كنقطة تركيز أساسية تنطلق منها عملية وضع الأهداف، فإنّ الأمر يصبح في غاية السهولة.
أخذ الموارد المتاحة بعين الاعتبار
بدون محاولة أخذ الموارد المؤسسية المتاحة بعين الاعتبار عند تحديد قائمة الأهداف في المؤسسة، فإنّ هذه الأهداف ستكون في الغالب غير واقعية.
لفهم هذه النقطة، يمكن اعتبار الموارد في المؤسسة كالوقود الذي يتم تعبئته في مركبتها لكي تسير باتجاه الهدف، فالقيام بوضع هدف بعيد المنال يتجاوز كمية "الوقود" المتاحة هو حتمًا ممارسة خاطئة.
على سبيل المثال، يمكن القول أن المؤسسة قد فشلت في وضع أهداف واقعية إذا وضعت نصب أعينها أن تزيد حصتها في أرباح السوق دون امتلاك القدرة على تطوير منتجاتها أو دون امتلاك ميزانية تسويق كافية.
وضع إطار زمني واقعي
لكي تنجح المؤسسة في وضع قائمة بأهدافها، يجب أن تحاط هذه الأهداف بإطار زمني واقعي يجب أن تحقق ضمنه.
تتفاوت الأهداف في الوقت اللازم لتحقيقها، والنقطة الأهم هنا لأخذها بعين الاعتبار هي محاولة الموافقة بين صعوبة تحقيق هذه الأهداف والإطار الزمني الموضوع لها، فعلى سبيل المثال، يمكن اعتبار محاولة تطوير منتج جديد خلال شهر واحد هدفًا غير قابل للتحقيق.
القياس والمتابعة
لا تحقق الأهداف في المؤسسات بين ليلة وضحاها، حيث يتطلب ذلك أن يتحلى جميع من هم في المؤسسة بالقدر الكافي من المسؤولية الذي يجعلهم يبذلون قصارى جهدهم لإنجاز مهامهم اليومية بنجاح.
تتضمن خطة تحقيق الأهداف في أي مؤسسة القيام بقياس مستوى التقدم بشكل دوري ومتابعة أداء جميع الموظفين، للتأكد من أن المؤسسة ككل تسير في الطريق الصحيح الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق هذه الأهداف.
كما من المهم خلال عملية القياس هذه أن يتم أخذ التغذية الراجعة من الموظفين بعين الاعتبار، حيث يمكن اعتبارها دليلًا عمليًا يمكن الاعتماد عليه في القيام بالتعديلات وإزالة العقبات من طريق الوصول إلى هذه الأهداف.
كما يساعد تتبع الأداء في فرض الرقابة اللازمة على أولئك الذين لا يلتزمون بما يقع تحت مسؤولياتهم من مهام، مما يعزز حس المسؤولية لدى الجميع ويساعد في إعطاء كلّ ذي حقٍّ حقه.
حقق أهدافك المؤسسية مع أريد !
تتفرّد أريد بكونها منصّة شاملة تجمع ما بين أنظمة إدارة التعلم، إدارة التدريب، إدارة علاقات العملاء وغيرها من الأدوات اللازمة لنجاح الأفراد والمؤسسات.
تساعد أريد باعتبارها منصّة شاملة المؤسسات على تحقيق أهدافها من خلال:
- توفير أدوات لتحليل أداء الموظفين وفهم احتياجاتهم.
- يساعد ذلك صانعي القرار في المؤسسة على توفير محتوى تدريبي يتلاءم مع هذه الاحتياجات.
- تسهيل عملية القيام بتصميم المحتوى التدريبي وتوفيره للموظفين.
- توفير أدوات لقياس وتتبع نتائج المحتوى التدريبي الذي تم توفيره والأثر الذي تركه على أداء الموظفين.
- رفع مستويات الرضا لدى الموظفين من خلال تسهيل عملية التواصل الداخلي في المؤسسة وأخذ تغذيتهم الراجعة بعين الاعتبار.
ترغب في سماع المزيد؟ احجز عرضًا توضيحيًا مجانيًا لمنصّة أريد اليوم وابدأ رحلة النجاح في مؤسستك.
أفكار أخيرة
- إنّ القيام بتحديد أهداف في المؤسسة هو جزء أساسي من معادلة نجاحها.
- يجب أن تكون هذه الأهداف واقعية، قابلة للتحقيق، محددة بإطار زمني، وتتوافق مع حجم الموارد المتاحة في المؤسسة.
- تساعد الأهداف على إبقاء فريق المؤسسة متحمسًا، كما تنمّي الشعور بالمسؤولية لدى الجميع وتوفّر خارطة طريق يسهل اتباعها.
- القيام بوضع أهداف غير واقعية من شأنه أن يخلق خيبة أمل لدى جميع العاملين في المؤسسة.